طفل ( حائل ) وهو ملقياً في الصحراء لازالت تلاحقني بكل معاني الألم والقهر والعذاب ..
بكيت على هذا الطفل حد الإختناق ..
بكيت عليه وكأنه إبني ومن لحمي وعظمي ..
بكيت عليه .. لأن جسده الملقي على الصخر والحجر .. يشبه جسد إبنتي الوحيدة وهي نائمة على سريرها الوثير الناعم ..!
بكيت عليه وأنا أتخيل لحظاته الأخيرة في الحياة وما فيها من ألم وخوف ورعب ..
أبكي عليه كلما أرى جسده النحيل ملقياً على تلك الأرض القاسية الجرداء ..!
لازالت الصورة تسري في مخيلتي غير راضية بالفراق أو الإختفاء ..
حاولت نسيانه بكل الطرق لكن ..!
يا ترى ..!
كم عانى هذا الطفل في لحظاته الأخيرة من الحياة .. وكم هي الآلام التي تجرعها الصبي وهو ملقياً في الصحراء لوحده ..
ألم .. جوع .. خوف .. برد .. فاجعة .. مصيبة .. جميعها حلت على هذا الطفل لو إجتمعت على رجل لقضت عليه ..!
كم هو المكان الموحش الذي قام المجرم بتركه هناك دون رحمة .. في مكان يهابه الرجال ؟؟
ألم يعرف المجرم بأن الصحراء تهزم الرجال فما بالها بطفل صغير ؟؟
لازلت أتخيل صورته وهو يبكي بين يدي ذلك المجرم وهو يطلب الرحمة منه .. لكن أين هي الرحمة حينما يتبدل القلب إلى حجر ؟؟
أتخيل الطفل وهو يصرخ في الخلاء بكل قوته حتى بح صوته..
يصرخ ويبكي على والده لإنقاذه من بين يدي هذا المجرم اللعين ..
أتخيله .. وهو يبكي .. ويبكي .. ويبكي .. ويبكي .. حتى إختفى البكاء
تدريجياً ..!!
إن قتل هذا المجرم بضربة سيف سريعة .. لا تشفى غليل قلوبنا ..
نشعر أن جريمته أكبر من قتله بالسيف دون ألم ..
نريد تعذيبه .. نريد أن يشعر بالألم مثلما شعرنا نحن .. نريد أن يصلب وأن تسمر عينه ولسانه ويبقى حتى الموت في شمس الصيف الحارقة ..
والله إنني أشتهي رؤيته في عذاب شديد .. والله إني سأتلذذ برؤيته يطلب الموت ونمانعه عليه ..
اللهم يا رب العالمين .. نسألك بأن تعامل هذا المجرم بعمله .. ولا تعامله برحمتك يا رب العالمين
حسبي الله ونعم الوكيل